تسعى Battlefield 6 إلى استعادة التوهج الذي لطالما ميز سلسلة ألعاب Battlefield ، وذلك بالاعتماد على الأسس الراسخة التي بنيت عليها هذه السلسلة، مع إضافة تحسينات وابتكارات تواكب متطلبات العصر. بعد فترة طويلة من الانتظار والترقب، نقدم لكم نظرة شاملة ومفصلة على الإصدار القادم من لعبة التصويب الأسطورية Battlefield 6، من منظور الشخص الأول. لقد أحاطت هذه اللعبة سيلاً من الشائعات والتوقعات المختلفة، إلى أن تم الكشف عنها أخيرًا في الأسبوع الماضي. وقد جاء البث المباشر الذي تم عرضه ليضاعف من حماس الجمهور، وذلك بالكشف عن أسلوب اللعب وتحديد موعد الإصدار الرسمي المنتظر.

إذا فاتك العرض التشويقي أو التفاصيل التي تم بثها، فلا داعي للقلق إطلاقًا — إليك كل التفاصيل والمعلومات التي تم الكشف عنها حول Battlefield 6: موعد الإطلاق، فلسفة تصميم الخرائط، الفئات المتاحة للاعبين، كيفية الطلب المسبق، وأهم الميزات الجديدة التي من شأنها أن تحدث تغييرًا جذريًا في طريقة اللعب.

ias

توفر لدينا في جعبتنا كمية هائلة من المعلومات القيمة، وسوف نشارككم جميع التفاصيل التي تم الكشف عنها حتى هذه اللحظة، لذا لن نطيل الحديث عليكم، وإليكم مقالًا تفصيليًا وشاملاً حول لعبة Battlefield 6.

أولاً: كل ما تريد معرفته عن طور القصة في Battlefield 6

في عالم يعج بالصراعات والتوترات المتصاعدة التي تنذر بالانفجار في أي لحظة، تقدم لنا Battlefield 6 قصة فردية ذات طابع سينمائي مشوق تدور أحداثها في المستقبل القريب. في عام 2027 بالتحديد… في تلك الحقبة التي لم تعد فيها التحالفات الدولية مستقرة، وتوغلت الشركات العسكرية الخاصة في قلب الصراعات العالمية، يظهر فريق النخبة المعروف باسم "Dagger 1-3" التابع لقوات المارينز كشعلة أمل في وجه الظلام الدامس.

أنت ستكون جزءًا لا يتجزأ من هذا الفريق المتميز، وستواجه تهديدًا متزايدًا من شركة Pax Aramada الغامضة وحلفائها، في الوقت الذي يترنح فيه حلف الناتو على حافة الهاوية والانهيار. وفي الخفاء والظلال، يعمل عميل الاستخبارات "Mills"، جنبًا إلى جنب مع "Murphy"، أحد أفراد فريق Dagger 1-3، في مهمة بالغة الأهمية قد تحدد مصير العالم بأكمله.

كان "مورفي" يمعن النظر من خلال منظاره الحراري باتجاه جسر بروكلين الشهير، حيث كانت الشُحنات الناسفة المزروعة على وشك تدمير أحد أبرز معالم مدينة نيويورك. وبجواره، كان يقف عميل الاستخبارات "Mills"، وهو يراقب مجموعات كبيرة من الجنود يتم إنزالهم في مناطق النزاع كقطع شطرنج يحركها لاعب خفي.

لم تكن هذه مجرد حملة عسكرية اعتيادية، بل كانت فصلًا من فصول قصة لم تُروَ بعد. لم يكن فريق "Dagger 1-3" يسعى لتحقيق النصر فحسب… بل كان يبحث عن الحقيقة، عن الهدف المنشود وسط ضباب الحرب والغبار المتصاعد. كانت المهمات الخاصة التي يقومون بها محاطة بالغموض، وتُدار في سرية تامة وتُسجّل في أرشيف سري لا يُباح.

يعدنا طور القصة بمشاهد آسرة لا تُنسى—كتفجير جسر بروكلين الشهير، وإنزال قوات ضخمة، وتنفيذ عمليات خاصة مثيرة بأسلوب يضاهي لوحات الحرب الفنية المتقنة. ومع ذلك، لا يزال الغموض يكتنف الكثير من التفاصيل… ولا يزال هناك المزيد بانتظار الكشف عنه مع اقتراب موعد الإطلاق المرتقب.

ثانياً: سيمفونية التدمير المتقنة

التدمير في Battlefield 6 ليس مجرد مؤثر بصري سطحي، بل هو تحول تكتيكي يعيد تشكيل ساحة المعركة برمتها. نظام Tactical Destruction الجديد يسمح بانهيار المباني بشكل واقعي عند تدمير الدعامات الأساسية، مما يمثل تطورًا ملحوظًا عن نظام Bad Company 2. الجدران والأسقف والهياكل الفولاذية تم تصميمها بعناية فائقة لتنهار بشكل مخصص، مما يفتح الباب أمام تكتيكات جديدة ومبتكرة مثل إنشاء ممرات بديلة أو كشف مواقع العدو.

لكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس كل شيء في اللعبة قابل للتدمير. بعض الجدران والمناطق في الخرائط محمية عن قصد للحفاظ على توازن اللعب، وهو قرار مشابه لما رأيناه في Battlefield 3، ولكن هذه المرة بدافع التصميم المدروس وليس القيود التقنية. يؤكد المطورون أن الهدف الأساسي هو تقديم تجربة لعب ممتعة وشيقة دون أن تتحول الخرائط إلى فوضى عارمة غير قابلة للعب.

ثالثاً: تخصيص الأسلحة أصبح أكثر دقة وتعمقًا

لطالما كان بإمكان اللاعبين تخصيص أسلحتهم في سلسلة ألعاب Battlefield، لكن Battlefield 6 تضفي بعدًا جديدًا وعميقًا على هذا النظام المألوف. إذا سمحت لي بعقد مقارنة بسيطة، أرى بعض الإلهام من نظام Gunsmith الموجود في Call of Duty، ولكن مع إضافة لمسة Battlefield مميزة.

– كل سلاح يحتوي على عدد من الخانات المخصصة للتعديلات والإضافات (attachments/mods).

– كل تعديل أو إضافة يستهلك جزءًا من مقياس التكلفة الخاص بالسلاح، ولا يمكنك بأي حال من الأحوال تجاوز الحد الأقصى المسموح به.

– هذا يعني أن إضافة ذخيرة تزيد من الضرر الذي يلحق بالرأس قد يتطلب التخلي عن كاتم الصوت أو المقبض المحسن.

إلامَ ستفضي هذه التغييرات؟ إلى تخصيص أعمق وأكثر استراتيجية، حيث لكل تعديل ثمن، وكل قرار تتخذه سيؤثر بشكل مباشر على طريقة لعبك. هل تريد سلاحًا فتاكًا؟ عليك أن تدفع ثمن ذلك في التوازن أو التحكم.

رابعاً: عودة ميزة Portal – بوابة إلى عالم الخيال لإنشاء أطوار لعب جديدة

كانت ميزة Portal في Battlefield 2042 فكرة واعدة، ولكن تنفيذها أثار جدلاً واسعًا، واضطرت DICE إلى التراجع مؤقتًا بينما أعادت بناء اللعبة من الصفر.

أما في Battlefield 6، فقد تحولت Portal من مجرد تجربة عابرة إلى منصة متكاملة تمنح اللاعبين القدرة على تصميم خرائطهم الخاصة، وإنشاء أنماط لعب مبتكرة، وحتى تعديل قوانين اللعب حسب رغبتهم. إنها ليست مجرد إضافة جانبية، بل هي عبارة عن مجموعة أدوات إبداعية عميقة تفتح آفاقًا واسعة للمحتوى المخصص—بدءًا من ابتكار خرائط جديدة كليًا، ووصولًا إلى تعديل وتحسين الخرائط الموجودة، بالإضافة إلى خصائص إضافية أخرى لم تكشف عنها DICE حتى الآن.

تبدو ميزة بورتال وكأنها استوديو تطوير ألعاب مُصغّر داخل اللعبة، ولكنه يقع تحت سيطرة اللاعبين أنفسهم.

خامساً: ما هي المستجدات في أسلوب اللعب (جيمبلاي) في Battlefield 6؟

تتأهب Battlefield 6 لتقديم تجربة لعب فريدة من نوعها تُعيد تشكيل مفاهيم السلسلة، وهي مزيج متناغم من الحداثة والوفاء للجذور، مع إضافة ميزات جديدة تعزز حيوية الميدان وتدفع بأسلوب اللعب خطوة ثابتة نحو المستقبل.

في صميم هذا التجديد يكمن نظام القتال الحركي Kinesthetic Combat، الذي يمنح اللاعبين قدرة غير مسبوقة على الحركة وتنفيذ المناورات التكتيكية الذكية. فبفضل هذا النظام المتطور، ستتمكن من سحب زميلك المصاب من خط النار المباشر وإنعاشه، كما ستتاح لك خيارات جديدة في الاشتباك مثل تثبيت السلاح على الجدران لتقليل الارتداد. إنها معارك لا تُخاض بالأسلحة النارية فحسب، بل بالحركة الذكية واستغلال البيئة المحيطة.

ثم هناك النظام الجديد لتدمير البيئة، الذي سيلعب دورًا محوريًا في أسلوب اللعب (الجيمبلاي) وسيُعيد تعريف كيفية تعامل اللاعبين مع الخرائط. فالأمر لم يعد مجرد تحطيم عشوائي للمباني، بل تصميم ذكي يتيح للاعبين هدم الجدران لإنشاء طرق بديلة، وتجاوز نقاط الاختناق الصعبة، وصنع ممرات خاصة للوصول إلى الأهداف المنشودة واختصار المسافات للوصول إلى هدف آخر…. وكأن اللاعب يعيد هندسة ساحة القتال بيديه.

أما المفاجأة الإبداعية الحقيقية، فهي الإصدار المحدث من منصة Portal، التي تتحول من مجرد أداة تكميلية إلى مختبر إبداعي متكامل داخل اللعبة. سيتمكن اللاعبون من تصميم أنماط لعبهم الخاصة، وتعديل الخرائط، وحتى تجربة ابتكارات الآخرين—كل ذلك بروح تعاونية مشابهة لما رأيناه في Battlefield 2042 ولكن بشكل أوسع نطاقًا وأكثر عمقًا.

وبينما ننتظر الكشف الكامل عن اللعبة في البيتا المفتوحة القادمة، فإن كل ما لدينا حتى الآن يؤكد أن إطلاق Battlefield 6 في 10 أكتوبر سيكون بداية حقبة جديدة لا تكتفي بالاعتماد على المألوف، بل تجرؤ على الابتكار والتجديد ضمن إطار يحترم إرث السلسلة العريقة.

سنتابع في المقال القادم الحديث عن تفاصيل طور اللعب الجماعي الذي تم الكشف عنه مؤخراً.